الفرق بين خطوط الطول و العرض

 المؤتمرات العالمية و حماية البيئة 

 مقدمة:

يشكل الإنسان جزءا مهما من بيئته، يستغل مواردها ليعيش، لهذا فهو واعي بأنه يجب أنا يحافظ على هذه الموارد من أجله ومن أجل الأجيال القادمة، فالحياة النباتية والحيوانية تشكل جزءا مهما من الثروة الغذائية للإنسان، لذا وجب الحفاظ على تنوعها وبقائها واستمرار
عيشها وتطورها، كما أن الماء والهواء يجب أن يحافظ على جودتهما، ونفس الشيء بالنسبة للتربة وباقي الموارد الأخرى.
 

- فما المقصود بالبيئة؟

-  وما دور المؤتمرات الدولية في حماية البيئة؟

أولا: تعريف البيئة:

 يقصد بالبيئة الوسط الذي يعيش فيه الكائن الحي أو غيره من المخلوقات، فهي كل مكونات الوسط الذي يتفاعل معه الإنسان مؤثرا ومتأثرا، فهي الإطار الذي يعيش فيه لإنسان ويحصل منه على مقومات حياته، من غذاء وكساء ودواء ومأوى، ومفهوم البيئة يجمع بين الإنسان وبين كل ما يحيط به، فالإنسان هو في نفس الوقت طرف بحكم أنه يشكلعنصر من عناصر البيئة، وكذا فاعل بحكم استغلاله وتدبيره للعناصر الأخرى المحيطة.فهناك من يرى أنه لا وجود لهذه البيئة بدون وجود الإنسان، وأن كل ما هو موجود في الطبيعة يعتبر موردا وملكا للإنسان، ومن هنا سمح هذا الأخير لنفسه بأن يعتبر نفسه فيمرتبة عليا مقارنة مع كل ما يحيط به.
لهذا فالإنسان عمل على تدهور بيئته عبر مجموعة من التقنيات التي تطورت بفعل العلم والتي تسببت في مشاكل بيئية متعددة ومتنوعة، لذا حاول الإنسان إيجاد حلول ملائمة لحماية بيئته.

ثانيا: المؤتمرات العالمية ودورها في حماية البيئة: 

لقد أسهمت المؤتمرات الدولية من خلال المبادئ والتوصيات الصادرة عنها، في حماية البيئة الإنسانية بمختلف قطاعاتها، وقد ساعدت هذه المؤتمرات في وضع العديد من القواعد القانونية التي شكلت اللبنة الأولى في صرح القانون الدولي البيئي.

 أهم المؤتمرات والاتفاقيات الدولية حول البيئة والتي سنتطرق إليها في هذا البحث:

1.  مؤتمر استوكهولم بالسويد 1972 
2.  مؤتمر قمة الأرض بريو دي جانيرو بالبرازيل 1992 
3. اتفاقية رامسار )إيران( حول الأراضي الرطبة 1971
4.  مؤتمر نيروبي بكينيا 1982
5. اتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون سنة 1985
6. بروتوكول كيوتو باليابان 1997
7. مؤتمر جوهانسبورغ 2002
8.  مؤتمر الأمم المتحدة للتغيرات المناخية بمدينة مراكش

مؤتمر استوكهولم بالسويد سنة 1972 م:

انعقد أول مؤتمر دولي حول البيئة تحت رعاية الأمم المتحدة بمدينة استوكهولم سنة 1972 وكان شعاره " المحافظة وتحسين جودة البيئة للأجيال الحالية والمستقبلية"، حضر هذا الموتمر حوالي 115 دولة. 

صدر عن هذا المؤتمر مجموعة من المبادئ) 26 مبدأ( والتوصيات بلغ عددها 109  توصية، وقد أكد في أول مبدأ من مبادئه على حق الإنسان الأساسي في الحرية والمساواة والظروف الملائمة للحياة في بيئة تسمح للإنسان أن يعيش في كرامة ورفاهية، وأن على الإنسان واجبا مقدسا لحماية وتحسين بيئته من أجل الجيل الحاضر والأجيال القادمة...
وقد أتخذ على إثر هذا المؤتمر قرار للاحتفال باليوم العالمي للبيئة، وهو يوم 5 يونيو من كل سنة، وقد شكل هذا المؤتمر نقطة انطلاق للوعي الدولي بالمشاكل البيئية. 

مؤتمر قمة الأرض بريو دي جانيرو بالبرازيل 1992

عقد المؤتمر العالمي للبيئة والتنمية في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية في يونيو 1992 تحت مظلة الأمم المتحدة.

ومن أبرز الأسباب التي دعت إلى عقد هذا المؤتمر:

- حماية الغلاف الجوي وطبقة الأوزون
- مكافحة التصحر ومكافحة إزالة الغابات.
- حفظ التنوع البيولوجي

 اهم اتفاقيات هذا المؤتمر :

- اتفاقية تتعلق بالحفاظ على التنوع البيولوجي.
- اتفاقية متعلقة بالتغيرات المناخية والحد من الغازات المسببة لسخونة الجو.
- معاهدة الغابات والمساحات الخضراء.
- كما صدر عن مؤتمر قمة الأرض جدول أعمال القرن 21 الذي يعد بمتابة خطة عمل عالمية لم يسبق لها مثيل للتنمية المستدامة، حيث أنه أدمج الاهتمامات البيئية والاقتصادية والاجتماعية في إطار واحد للسياسات.

 اتفاقية رامسار )إيران( حول الأراضي الرطبة 1971

عقدت الاتفاقية المتعلقة بحماية الأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية بمدينة رامسار لإيرانية سنة 1971 م، وتهدف هذه الاتفاقية إلى حماية الأراضي الرطبة باعتبارها موطنا للكائنات البرية والبحرية، ولا سيما الطيور المائية، وتلتزم الدول المتعاقدة بتحديد الأراضي الرطبة على إقليمها، وذلك بهدف تدوينها في قائمة الأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية، كما تلتزم بإنشاء حواجز طبيعية للأراضي الرطبة، وأن تتعاون فيما بينها في تبادل المعلومات وتدريب العاملين بهدف إدارة هذه المناطق.

مؤتمر نيروبي بكينيا 1982

عقد هذا المؤتمر بنيروبي عاصمة كينيا سنة 1982 ، وكان موضوعه دراسة القضايا التي تتعلق بالبيئة والتنمية والزيادة الكبيرة في عدد سكان العالم، خاصة دول العالم الثالث، وشدد هذا المؤتمر على التخفيف من حدة النزاعات التي تساهم بشكل كبير في انتشار التلوث
والفقر، وتسبب أضرارا فاضحة للبشرية، ومن أهم المبادئ التي أقرها: معالجة التصحر والجفاف، وتشجيع الزراعة، ومكافحة الفقر،والتعاون والتنسيق بين الدول من اجل حماية البيئة في العالم.

اتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون سنة 1985

عقدت هذه الاتفاقية بفيينا بالنمسا سنة 1985 بهدف حماية طبقة الأوزون من التدهور والتدمير، وتضع على عاتق أطرافها عدد كبيرا من الالتزامات من أجل صيانة طبقة الأوزون، وتقوم هذه الالتزامات على أساس التعاون الوقائي، ومنع التلوث الضار بطبقة الأوزون، كما نصت على الالتزام بالبحوث وعمليات الرصد المنتظمة لحالة طبقة الأوزون والالتزام بتبادل المعلومات في هذا الشأن.

بروتوكول كيوتو باليابان 1997

عقد باليابان سنة 1997 بهدف أن تخفض المصانع من انبعاث غازات الاحتباس الحراري والغازات الدفيئة، فبروتوكول كيوتو تم اعتماده بشأن تغير المناخ، ويفضي بخفض انبعاثات الدول من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وقد حضي بموافقة أكثر من 140 دولة.

 مؤتمر جوهانسبورغ 2002

عقد مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة بجوهانسبورغ سنة 2002 ، وجاء هذا المؤتمر لمتابعة توصيات قمة ريو دي جانيرو) أي أنه استعرض التقدم المحرز في تنفيذ جدول أعمال القرن 21 منذ اعتماده سنة 1992 (، وقد عرف المؤتمر باسم ريو+ 10 ، أي عشر سنوات بعد إقامة قمة ريو.

 مؤتمر الأمم المتحدة للتغيرات المناخية بمدينة مراكش 2016

عقد مؤتمر الأمم المتحدة للتغيرات المناخية )كوب 22 ( بمدينة مراكش سنة) 2016 ، وهو جاء كتكملة ل)كوب 21 الذي كان قد عقد بباريس، شارك في هذا المؤتمر حوالي 196 بلدا، وكان محطة لترجمة العديد من المحاور المتفق عليها في اتفاق باريس )كوب 21 ( إلى أرض الواقع، والتي من بينها التكيف وتخفيض انعكاسات التغيرات المناخية، وكذا خفض درجة حرارة إلى الأرض لأقل من درجتين، بالإضافة إلى ذلك فمؤتمر مراكش جاء بهدف إقناع الدول بالالتزام بخفض الانبعاثات الغازية المسببة لظاهرة
الاحتباس الحراري...

 خاتمة:

إن تدهور البيئة وتدهور الموارد الطبيعية فوق سطح الأرض ينقص من أشكال الحياة عليها، فالبيئة هي مسؤولية الجميع والمحافظة عليها تهم كل ساكنة الكرة الأرضية، ولهذا فالمؤتمرات والاتفاقيات الدولية ساعدت على وضع العديد من القواعد القانونية التي شكلت اللبنة الأولى لحماية البيئة الإنسانية.